بحث

السعودية والإمارات تمزقان اليمن والنخب السياسية تدافع عنهما

عادل الشجاع

 

السعودية والإمارات  تمزقان اليمن والنخب السياسية تدافع عنهما

عادل الشجاع 

لم يعد منصفا أن نصف النخب السياسية في اليمن بالفاشلة، الفشل كلمة صغيرة، ناعمة، خجولة، لا تليق بحجم الخراب الذي صنعته هذه النخب المتغطية بعباءة السياسة، الحقيقة المرة أن ما يسمى “نخبا” لم يكن في يوم من الأيام نخبة، بل طبقة طفيلية تعيش على جثة وطن وتمتص دم شعب أُريد له أن يبقى مغيبا، خاملا، عاجزا عن رؤية الحقيقة التي تذبح أمام عينيه كل يوم!.

النخب السياسية… مشروع تخريب شامل

لا توجد في العالم نخبة خانت وطنها بهذا الحجم، ولا طبقة سياسية ساهمت في تمزيق بلدها بهذا القدر من الرضا والوقاحة، إنهم لا يخفون خيانتهم، بل يمارسونها أمام الجميع بلا خجل، لأنهم يعلمون أن الشعب – بفضل ما زرعوه فيه من تشتت ولامبالاة – لن يثور عليهم..

تغييب الوعي… الجريمة المتعمدة التي أوصلت اليمن إلى الحضيض

لم يدمر وعي اليمنيين بمحض الصدفة؛ لقد كان مشروعا مقصودا، صناعته واضحة وأدواته معلومة:
 فقد تم إغراق الشعب في صراعات فارغة تتعارك فيها جبهات التواصل الاجتماعي بينما البلد ينهار، وتحويل المواطن إلى تابع أعمى، يصفق لزعيمه وهو يجره إلى الهاوية، وزرعت الكراهية والانقسامات حتى صار اليمني ينظر لليمني الآخر كعدو، بينما الفاسدون يتشاركون المكاسب في الخفاء، وتقديس الزعامات وصناعة الأصنام حتى أصبحت السياسة أقرب إلى عبادة الأشخاص من خدمة الوطن..

لقد أرادوا للشعب أن يصبح جماهير بلا عقل، يسهل قيادتها، يسهل خداعها، يسهل استغلالها… وهذا ما حدث للأسف، الشعب اليمني لم يولد مشتتا هكذا، بل جرى تفكيكه عمدا، كل حزب صنع له شعبا، وكل قائد اختطف جزءا من الوطن، وكل خطاب استهدف عقول البسطاء ليخلق منهم أدوات جاهزة لتصفية حسابات لا تعنيهم..

أصبح المواطن غريبا في وطنه، غارقا في تفاصيل تافهة، متروكا يلهث خلف الفتات بينما قادة الخراب يتقاسمون الثروات ويعيدون تدوير الحرب كما يعاد تدوير النفايات..

النخب السياسية… وباء اليمن الحقيقي

الحرب ليست مصيبة اليمن الكبرى كما يتوهم البعض، المصيبة الحقيقية هي النخب التي صنعت الحرب، وباركت استمرارها، وقطفت ثمارها، إنهم عدو اليمن الأول… لا يهدأون إلا إذا تأكدوا أن الشعب ما يزال غارقا في سباته..

الخلاصة: لن ينجو اليمن ما دام هؤلاء يتحكمون في وعيه

لن تقوم لليمن قائمة ما دام نفس الوجوه، نفس الخطابات، نفس المسوخ السياسية، تمسك بعقل المواطن وتشكله على هواها، إن أول معركة يجب خوضها ليست معركة السلاح، بل معركة كسر الأصنام، وتعرية النخب أمام نفسها وأمام الشعب، وإعادة الوعي إلى الناس حتى يدركوا أن الوطن لا يبنى بيد من هدموه… ولا يصلحه من دمروه..

حين يستعيد اليمني وعيه، سيسقط هؤلاء واحدا تلو الآخر…
وحينها فقط سيندحر الخراب..

آخر الأخبار