تحقيق: فيلق أفريقيا الروسي متهم بانتهاكات واسعة للمدنيين في مالي
صحيفة بحر العرب - وكالات
كشف تحقيق أجرته وكالة "أسوشيتد برس" عن ارتكاب وحدة عسكرية روسية جديدة، تُعرف باسم "فيلق أفريقيا"، لانتهاكات جسيمة بحق المدنيين في مالي، بعد أن حلت محل جماعة المرتزقة "فاغنر". وشملت هذه الانتهاكات عمليات اغتصاب، وقطع رؤوس، ونهب، وإحراق قرى، وفق شهادات عشرات اللاجئين الذين فروا من مناطق القتال في شمال ووسط البلاد.
وأشار اللاجئون إلى أن "فيلق أفريقيا" يستخدم أساليب مشابهة لتلك التي كانت تتبعها "فاغنر"، مستهدفًا المدنيين دون تمييز، بينما تتعاون هذه الوحدة مع قوات الجيش المالي في ملاحقة الجماعات المسلحة، بما في ذلك تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية. وأكد زعماء محليون أن هذه العمليات تنتهج سياسة "الأرض المحروقة"، إذ يطلق الجنود النار على المدنيين بلا تحذير أو سبب واضح.
ورغم النفي الرسمي من الحكومة المالية، ورفض السلطات الروسية التعليق على الاتهامات، كشفت تقارير محلية روسية أن "فيلق أفريقيا" يُقدم الدعم للجيش المالي في عمليات ميدانية متنوعة تشمل البحث والإنقاذ ومرافقة القوات.
وقال مسؤول من الأمم المتحدة إن المدنيين في مالي "يتعرضون للاغتصاب والاعتداء والقتل، والعائلات تتفكك"، مشيرًا إلى صعوبة تحديد الجناة بدقة بسبب القيود المفروضة على الوصول إلى المناطق النائية. وأضاف خبراء حقوق الإنسان أن المدنيين أصبحوا "بين المطرقة والسندان"، إذ يواجه من لا يلتزم بإجراءات الإخلاء أو يفر من مناطق الاشتباك انتقامًا من القوات العسكرية و"فيلق أفريقيا".
وتفاقمت الأزمة بعد انسحاب مالي من المحكمة الجنائية الدولية، مما صعّب متابعة الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها، بينما تؤكد تقارير أممية أن الإفلات من العقاب يزيد من تصاعد الانتهاكات على نحو متسارع.