تحذيرات أوروبية: القارة قد تدفع ثمن صراع أمريكا والصين
صحيفة بحر العرب - متابعات:
حذر خبراء في مركز السياسة الأوروبية من أن أوروبا تواجه خطر أن تصبح "ضررًا جانبيًا" في المواجهة الاستراتيجية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين، في ظل تراجع الاهتمام الأمريكي بالأمن الأوروبي مقارنة بالمنافسة مع بكين.
وفي مقال مشترك، قالت نائبة مدير المركز جورج ريكيليس والمحلل فارج فولكمين: "تخاطر أوروبا بأن تصبح ضررًا جانبيًا في الصراع الأمريكي الصيني، دون ضمانات قوية تخفف من هذه الضربات كما كان يحدث سابقًا، وهو موقف صعب وخاسر من جميع الجوانب".
وأشار الخبراء إلى أن واشنطن لم تتخلَ بالكامل عن القارة، خاصة بعد استثمارات كبيرة تجاوزت أربعة تريليونات دولار، لكنها أبدت مؤشرات على تراجع دورها التقليدي، مما يضع أوروبا أمام تحديات جديدة تتعلق بالأمن والدفاع.
وحذر المقال من أن أي تقليص للدعم العسكري الأمريكي قد يُقابَل بزيادة في استخدام أدوات نفوذ أخرى، مثل الضغط المالي والدبلوماسي والقيود التجارية، ما قد يدفع أوروبا نحو التكيف مع التوجهات السياسية التي تحددها واشنطن، وهو ما سيؤدي إلى "عدم تناسق خطير: ضعف الحماية مقابل زيادة الضغط".
ويأتي هذا التحليل بعد أيام من إصدار البيت الأبيض استراتيجيته الجديدة للأمن القومي، التي طالبت فيها أوروبا بتحمل مسؤولية أكبر عن دفاعها الذاتي، وانتقدت المسؤولين الأوروبيين بسبب "توقعات غير واقعية" بشأن الصراع في أوكرانيا.
ويعكس هذا التحليل القلق الأوروبي المتزايد من تحول محتمل في السياسة الأمريكية، قد يترك القارة في موقع ضعف استراتيجي، معرضة لضغوط القوى العظمى دون الحماية التقليدية التي اعتادت عليها.
