انسحاب بريطانيا وهولندا من مشروع "توتال إنرجيز" للغاز في موزمبيق بسبب مخاطر أمنية
صحيفة بحر العرب - خاص
شهد مشروع الغاز الطبيعي المسال التابع لشركة "توتال إنرجيز" الفرنسية في موزمبيق ضربة قوية بعد إعلان كل من المملكة المتحدة وهولندا انسحابهما من تمويل المشروع، مشيرتين إلى المخاطر الأمنية المتزايدة والتهديدات الإرهابية في منطقة التنفيذ.
وأعلنت الحكومة البريطانية رسميًا إلغاء تمويل بقيمة 1.15 مليار دولار (نحو مليار يورو) كان مخصصًا من خلال وكالة تمويل الصادرات البريطانية لدعم المشروع.
وقال وزير الدولة للتجارة والصناعة، بيتر كايل، إن القرار جاء بناءً على "المخاطر المرتبطة بالمشروع، التي تصاعدت منذ عام 2020"، مضيفًا أن الاستثمار لم يعد يخدم "مصالح دافعي الضرائب البريطانيين ولا مصالح المملكة المتحدة".
هجوم دموي و"قوة قاهرة"
ويعود تعليق المشروع في الأصل إلى أبريل 2021، حين أوقفت "توتال إنرجيز" الأعمال الإنشائية عقب هجوم مميت شنته ميليشيا الشباب المتطرفة الموالية لتنظيم داعش على مدينة بالما في مقاطعة كابو ديلغادو شمالي موزمبيق.
الهجوم أسفر عن مقتل وفقد أكثر من 1400 شخص، بينهم بريطانيون، ما دفع الشركة لإعلان "القوة القاهرة" ووقف المشروع.
انسحاب هولندي متزامن
وفي خطوة مماثلة، أبلغت الحكومة الهولندية البرلمان بانسحابها من تمويل المشروع، رغم أن شركة "توتال إنرجيز" كانت قد أبدت استعدادها مؤخرًا لاستئناف البناء، بعد تطمينات من السلطات الموزمبيقية حول تحسن الوضع الأمني.
ويشكل هذا الانسحاب المتزامن من اثنين من أبرز الداعمين الحكوميين ضربة قاسية للمشروع، الذي يُعد من أكبر الاستثمارات الأجنبية في القارة الإفريقية، وتُقدّر قيمته الإجمالية بحوالي 20 مليار دولار.
ويرى مراقبون أن استمرار التهديدات الأمنية وتخوفات المستثمرين قد يؤخّر استئناف العمل في المشروع إلى أجل غير مسمى، في وقت تسعى فيه موزمبيق لتعزيز مكانتها كمصدر رئيسي للغاز الطبيعي عالميًا.