واشنطن تتحدى التشكيك وتعلن موعد نشر القوة الدولية في غزة
صحيفة بحر العرب - متابعات:
هددت أحادية المعلومات الأمريكية حول التقدم في تطبيق المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في غزة، بنسف اتفاق وقف إطلاق النار، والعودة إلى الحرب، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
ورغم جمود الموقف، حددت واشنطن جدولًا زمنيًا لنشر الدفعة الأولى من القوة الدولية في غزة، بالإضافة إلى توقيت نزع السلاح من القطاع.
ومن المقرر وفقًا للمعلومات الأمريكية نشر القوة في منتصف يناير، أي بعد حوالي شهر ونصف من الآن، على أن تتمركز طلائع القوة في مدينة رفح.
بينما حدد مسؤول كبير في مقر القاعدة الأمريكية بـ"كريات غات" نهاية أبريل موعدًا نهائيًا لإتمام عملية نزع السلاح من القطاع.
واستبعدت مصادر في تل أبيب "مصداقية" واشنطن عند الحديث عن "إحراز تقدم" في تطبيق المرحلة الثانية من الخطة، لا سيما في ظل رفض إسرائيل أي خطوة على هذا المسار قبل عودة جثتي الرهينتين المتبقيتين في قطاع غزة، وفق ما نقلت عنها صحيفة "يديعوت أحرونوت".
لكن تقريرًا نشرته "قناة 14" العبرية لا يستبعد إمكانية رعاية الإدارة الأمريكية إجراءات "غير معلنة" في هذا الخصوص.
وفيما ترفض حماس نزع سلاحها، أكدت إسرائيل شروعها في تطبيق نزع سلاح الحركة بالقوة، إذا لم تنجح واشنطن في تنفيذه طواعية.
وتعوق إشكالية عناصر حماس المحتجزين في أنفاق رفح الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة ترامب، لا سيما بعد رفض حماس شروط إسرائيل للإفراج عنهم، ومن بينها استسلام العناصر، واعتقالهم لفترة زمنية في إسرائيل قبل طردهم من قطاع غزة.
ورغم ذلك، ما زالت واشنطن، بحسب القناة الإسرائيلية السابعة، تمارس ضغوطًا متزايدة على إسرائيل للانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة ترامب، ومن المتوقع، وفقًا للتحضيرات أن يُدخل الجيش الإسرائيلي معدات ثقيلة إلى رفح، ربما في وقت مبكر من الأسبوع المقبل، لإجراء عمليات إزالة واسعة النطاق للأنقاض، بهدف إقامة منطقة إنسانية جديدة لآلاف الفلسطينيين، بعيدًا عن حكومة حركة حماس.
وبحسب مصادر أمنية في تل أبيب، أبلغت إسرائيل الميليشيات المسلحة العاملة بالتنسيق معها حول الموضوع، واعتبرت ذلك "مرحلة أولى لتطبيق المرحلة الثانية من خطة ترامب".
ووفقًا للخطة الأمريكية، من المتوقع أن تعمل قوة عسكرية أجنبية في منطقة رفح لاحقًا، ضمن مشروع "غزة الجديدة"، وهي منطقة خاضعة للسيطرة الأمنية الإسرائيلية.
وفي سياق تعقيدات المشهد، ما زالت الدول المرشحة لإيفاد قوات إلى غزة ترفض المقترح، وبينما أعربت أذربيجان عن استعدادها "من حيث المبدأ" لإرسال قوات، تراجعت وفق "يديعوت أحرونوت" عن موقفها، وعزت الصحيفة العبرية ذلك إلى ضغوطات مارستها تركيا، لاسيما في ظل إصرار أنقرة على "ملء الفراغ وإرسال قوات إلى غزة".
ورغم الجدول الزمني الذي حددته الإدارة الأمريكية، صرح مصدر إسرائيلي مطلع بأنه "لا يوجد تقدم في الوقت الحالي في تشكيل قوة الاستقرار".
وأضاف "ليس من الواضح متى سيصل الجنود الأوائل إلى المنطقة، وفي جميع الأحوال، سيتعين عليهم الخضوع للتدريبات والتمارين، وعندها فقط سيدخلون المنطقة. هذه هي المسألة الرئيسية التي سيتعين على الأمريكيين حلها".
ووفقًا للمصدر، فإن الافتراض السائد في إسرائيل هو أنه إذا لم تضمن قوة الاستقرار نزع سلاح حركة حماس، فسيتعين على إسرائيل القيام بذلك بنفسها. وقال المصدر "تصر إسرائيل على تفكيك الحركة بالكامل".
إلا أن صحيفة "معاريف"، ألمحت إلى ما وصفته بـ"دراسة أفكار جديدة خلف الكواليس"، مثل دمج عناصر حركة حماس في الأجهزة الأمنية الفلسطينية التي ستنتشر في القطاع بعد تطبيق المرحلة الثانية من خطة ترامب.