اليمن: أزمة غاز خانقة تضرب عدن ولحج... طوابير طويلة وارتفاع جنوني في الأسعار
صحيفة بحر العرب - خاص
شهدت محافظتي عدن ومحافظة لحج أزمة غاز خانقة منذ مطلع ديسمبر الجاري، وسط انعدام المادة الحيوية من الأسواق، وامتداد الطوابير أمام محطات التعبئة، ما أثار موجة من الغضب والمعاناة في أوساط المواطنين.
وبحسب شهود عيان، أغلقت عشرات المحطات أبوابها بذريعة نفاد المخزون، بينما اضطُر المواطنون للبحث لساعات عن أسطوانات غاز للطهي، في مشهد أعاد إلى الأذهان أزمات وقود سابقة. وقال أحد المواطنين: "نتنقل من حي إلى آخر بحثاً عن غاز.. ومعظم المحطات مغلقة أو تبيع بأسعار خيالية".
سائقو المركبات لم يكونوا في حال أفضل، إذ ذكر بعضهم أنهم انتظروا لساعات طويلة في طوابير ضخمة، خاصة أمام محطة المصري في العريش، حيث اصطفت أكثر من 200 سيارة في طابور واحد مساء الثلاثاء الماضي.
وبات كثير من السائقين يعتمدون على منصات إلكترونية وشبكات تواصل اجتماعي لرصد المحطات التي يتوفر فيها الغاز، قبل أن تكتظ بالمركبات وتتحول إلى بؤر فوضى ومشاحنات.
في غضون ذلك، استغل بعض ملاك المحطات الأزمة، وقاموا برفع سعر اللتر من 425 ريالاً إلى 570 ريالاً، بينما عمد آخرون إلى إغلاق منشآتهم مؤقتاً ثم معاودة البيع بأسعار مخالفة للقانون، وصلت إلى 11,500 ريال لأسطوانة الغاز الواحدة، بحسب إفادات محلية.
الأزمة المتصاعدة دفعت نشطاء ومواطنين إلى مطالبة السلطات المحلية والحكومة بتفعيل الرقابة على المحطات ومحاسبة المتلاعبين، محذرين من أن استمرار هذا الاختناق سيؤثر على حياة المواطنين بشكل مباشر، سواء في المنازل أو على مستوى حركة النقل والمواصلات.
ويخشى مراقبون من أن تؤدي غياب الشفافية في التوزيع وضعف الرقابة إلى تفاقم الأزمة خلال الأسابيع المقبلة، ما لم يتم ضبط الأسعار وضمان عدالة التوزيع وإعادة ضخ الكميات المطلوبة بشكل منتظم.
