بحث

صحيفة أمريكية تكشف الظروف القاسية لمقاتلي "حماس" المحاصرين داخل الأنفاق

الاثنين 08/ديسمبر/2025 - الساعة: 5:16 م

صحيفة بحر العرب - متابعات:

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، في تقرير جديد استند إلى مصادر استخباراتية عربية ومسؤولين عسكريين إسرائيليين، عن الوضع المتدهور لمسلحي حركة "حماس" العالقين داخل شبكة الأنفاق شرقي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، حيث يواجهون ما وصفته الصحيفة بـ"خيارين أحلاهما مرّ": الموت في باطن الأرض أو محاولة الفرار نحو مناطق تسيطر عليها الحركة.

وبحسب الصحيفة، فإن المجموعات المحاصرة تعاني من نقص حاد في الماء والغذاء، في ظل عمليات عسكرية إسرائيلية مستمرة تستهدف ممراتهم تحت الأرض باستخدام الحفارات الثقيلة والمتفجرات. وتعمل القوات الإسرائيلية —وفق التقرير— على رسم خرائط تفصيلية للأنفاق المحيطة بشرق رفح التي يُعتقد أن لواءً تابعًا لحماس ما زال يتحصن فيها.

وتُقدّر إسرائيل أن ما بين 100 و200 مقاتل كانوا داخل الأنفاق مع بدء وقف إطلاق النار في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بينما تقول حماس في تصريحات علنية إن العدد يتراوح بين 60 و80 مقاتلًا، وفقاً لـ "العين الإخبارية".

ويشير التقرير أيضًا إلى استخدام الجيش الإسرائيلي أسلوب إغراق بعض الأنفاق بالمياه لإجبار المقاتلين على الخروج، فيما تقول تل أبيب إنها قتلت أكثر من 40 عنصرًا خلال الأسابيع الأخيرة وأَسرت عددًا آخر، من دون الكشف عن حصيلة دقيقة لمحاولات الاستسلام.

تحوّل وضع المقاتلين المحاصرين إلى أحد الملفات الحساسة في المفاوضات المستمرة بشأن تثبيت وقف إطلاق النار وتوسعة نطاقه. فبينما تضغط حماس للوصول إلى اتفاق يسمح لمقاتليها بالخروج من الأنفاق بضمانات، تؤكد إسرائيل أنها مستعدة للسماح لهم بالبقاء على قيد الحياة في حال تسليم أنفسهم—وهو ما ترفضه الحركة التي ما زالت ترفض شروط خطة السلام المتعلقة بنزع سلاحها أو الانخراط في ترتيبات الحكم المقبلة في غزة.

وخلال الأيام الماضية، وقعت عدة اشتباكات بين الطرفين، من بينها هجوم نفّذه عناصر خرجوا من الأنفاق واستهدفوا مركبة مدرعة إسرائيلية، ما أدى إلى إصابة أربعة جنود، بينما قُتل اثنان من المهاجمين وفرّ ثالث إلى داخل الأنفاق، وفق المتحدث العسكري الإسرائيلي.

ويتزامن هذا الملف مع تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي قال إن المرحلة التالية من اتفاق السلام في غزة ستبدأ قريبًا، وتشمل إنشاء مؤسسات حكم وأجهزة أمنية جديدة بديلة لحماس، تمهيدًا لانطلاق جهود إعادة الإعمار.

غير أن وضع المقاتلين المحاصرين بات —بحسب محللين— اختبارًا مبكرًا لمدى قدرة الأطراف على الاتفاق بشأن آليات نزع سلاح الحركة. واعتبر عوفر غوترمان، الباحث في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، أن مسلحي حماس داخل الأنفاق أصبحوا "العثرة الأولى" أمام التقدم في هذا المسار.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عرب ومسؤول أمريكي أن واشنطن كانت تأمل بأن يشكّل حلّ وضع مقاتلي رفح نموذجًا لكيفية نزع سلاح الحركة بطرق تفاوضية، إلا أن الخلافات حول آلية التعامل معهم جعلت الملف أكثر تعقيدًا، خصوصًا في ظل تحذيرات دول أجنبية من إرسال قوات أو تمويل لإعمار غزة مع استمرار القتال.

ووفق الأفكار المتداولة بين الوسطاء، طرحت مقترحات تشمل دمج مقاتلي حماس في جهاز شرطة فلسطيني جديد، أو نفيهم إلى خارج القطاع، أو السماح لهم بالاحتفاظ بأسلحتهم الخفيفة مقابل التخلي عن الأسلحة الثقيلة مثل الصواريخ، غير أن أياً من تلك الأفكار لم يحظَ بتوافق حتى الآن.

متعلقات:

آخر الأخبار