الكاتب المصري أشرف العشري يدعو لكبح تحركات «الانتقالي» وتعزيز مسار الشرعية
صحيفة بحر العرب - متابعات
حذّرت قراءة تحليلية للشأن اليمني من مخاطر الانزلاق نحو تفكيك الدولة الوطنية، في ظل التحركات الأخيرة للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظتي حضرموت والمهرة، معتبرة أن هذه الخطوات تهدد وحدة اليمن واستقراره، وتفتح الباب أمام فوضى سياسية وأمنية واسعة.
وفي مقال نشرته صحيفة «الأهرام»، أشار الكاتب الصحفي أشرف العشري إلى أن ما يجري في المحافظات الشرقية يتجاوز الخلافات السياسية التقليدية، ويمثل مساراً خطيراً قد يعيد إنتاج مشهد السلطات المتوازية، ويقوض دور مجلس القيادة الرئاسي والحكومة المعترف بها دولياً.
واعتبر التحليل أن التحركات العسكرية الأحادية للمجلس الانتقالي تشكل خروجاً صريحاً عن التفاهمات الإقليمية والدولية، بما فيها مخرجات حوار الرياض وقرارات القمم العربية، محذراً من أن السيطرة على مؤسسات سيادية في تلك المحافظات تمثل مساساً مباشراً بشرعية الدولة، وليس مجرد صراع نفوذ سياسي.
وأشاد المقال بموقف رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد العليمي، الذي اختار التعامل مع الأزمة بحكمة سياسية، عبر تفعيل القنوات الدبلوماسية والتنسيق مع الأطراف العربية والدولية، بهدف احتواء التصعيد ومنع انزلاق البلاد إلى مواجهة داخلية جديدة. وأكد أن العليمي يحظى بدعم قبلي وسياسي واسع في مساعيه للحفاظ على وحدة الصف الوطني.
وسلطت القراءة الضوء على أهمية الدور العربي المشترك، لاسيما من قبل السعودية والإمارات ومصر، مشيرة إلى التحركات السعودية الأخيرة في حضرموت والمهرة لإعادة ترتيب الوضع الأمني، وتمكين القوات النظامية من حماية المنشآت الحيوية وحقول النفط. واعتبر المقال أن إنهاء مظاهر التمرد الداخلي بات ضرورة لمنع جماعة الحوثي من استثمار الانقسامات وتعطيل معركة استعادة العاصمة صنعاء.
وحذّر العشري من أن استمرار هذه التحركات لا يهدد اليمن وحده، بل ينعكس سلباً على أمن المنطقة، خصوصاً أمن البحر الأحمر ودول الجوار، مؤكداً أن أي تصدع في الجبهة الداخلية يخدم المشاريع التخريبية، سواء تلك المرتبطة بالحوثيين أو بغيرهم من الفاعلين المسلحين خارج إطار الدولة.
واختتم المقال بالتأكيد على ضرورة تحرك عربي منسق لوقف أي إجراءات أحادية تمس وحدة اليمن، والالتزام بمرجعيات المرحلة الانتقالية، مع تأجيل معالجة القضية الجنوبية إلى ما بعد استعادة الدولة ومؤسساتها كاملة.
وحذر من أن انهيار مفهوم الدولة في اليمن لن تبقى تداعياته محصورة داخل حدوده، بل ستمتد إلى الإقليم بأسره.