اليمن: تصاعد التوتر في حضرموت وسط تحركات عسكرية ودعوات للاعتصام
صحيفة بحر العرب - خاص
تشهد محافظة حضرموت، شرقي اليمن، منذ أيام، حالة من التوتر المتصاعد على خلفية تحركات عسكرية ودعوات للاعتصام، في ظل احتقان شعبي وسياسي متزايد، وسط تحذيرات من انزلاق الأوضاع نحو مواجهات داخلية تعمق الانقسام وتضع الثروة النفطية في مهب الصراع.
انتشار عسكري قرب حقول النفط
دفعت قوات "النخبة الحضرمية" بتعزيزات كبيرة، يوم أمس، نحو معسكر الأدواء في مديرية المسيلة شرقي حضرموت، في خطوة قالت إنها تهدف إلى «فك الحصار» المفروض على قوات حماية الشركات داخل المنطقة النفطية.
ونقلت تقارير محلية عن مصادر أمنية قولها إن "التحركات جاءت بعد رصد ما وصفتها بمحاولات لتغيير خارطة السيطرة داخل مناطق النفط، وسط استقدام أطراف عسكرية تابعة للمنطقة العسكرية الأولى".
دعوات للاعتصام في الوادي والساحل
في المقابل، تصاعدت التحركات الشعبية في مدينة سيئون ومناطق وادي حضرموت، حيث دعا ناشطون وشخصيات اجتماعية إلى اعتصام مفتوح أمام المؤسسات الرسمية، للمطالبة بخروج قوات المنطقة العسكرية الأولى، وتسليم الملف الأمني لقوات محلية.
وأكد منظمو الحراك أن "مطالب أبناء حضرموت واضحة ومشروعة، وعلى رأسها بسط السيطرة الحضرمية الكاملة على القرار الأمني والإداري والاقتصادي للمحافظة".
تحذيرات رسمية من الفوضى
السلطة المحلية في حضرموت أصدرت بيانًا دعت فيه جميع الأطراف إلى ضبط النفس، محذرة من "أي محاولات لزعزعة الأمن أو إثارة الفوضى"، ومؤكدة أن "أي خطوات خارج مؤسسات الدولة ستُعد تهديداً للاستقرار ولن يتم التساهل معها".
من جانبه، قال قائد المنطقة العسكرية الأولى في تصريحات صحفية إن "الوضع لا يحتمل التصعيد"، داعيًا الجميع إلى "الالتزام بالمؤسسية والابتعاد عن الخطابات التي تحرّض على المواجهة الداخلية".
صراع نفوذ على حقول النفط؟
يرى مراقبون أن ما يجري في حضرموت يتجاوز كونه خلافًا أمنيًا، بل يُعد صراعًا على النفوذ والسيطرة على الثروة النفطية، في ظل تداخل أطراف داخلية وإقليمية.
ويعتبر "النفط المحرك الأول للصراع، وهناك تنافس واضح بين قوى محلية مدعومة إقليميًا للسيطرة على الحقول، ما يُنذر بانقسام خطير في أكبر محافظات اليمن".
فتقف حضرموت اليوم على مفترق طرق، بين سيناريو الاستقرار عبر تسوية سياسية واضحة، وسيناريو الانقسام والتصعيد العسكري الذي قد يُشعل شرارة صراع طويل حول الموارد والهوية والسلطة.
وفيما تواصل القوى العسكرية انتشارها، وتستعد ساحات المدن للاعتصام، يبقى السؤال الأكبر: من يملك القرار النهائي في حضرموت؟ وهل سيتم تغليب لغة الحوار، أم تُترك المحافظة لمواجهة مصيرها منفردة؟