بحث

تحالف "تأسيس": تحرير هجليج يعيد النفط للسودان ويكسر خروقات الهدنة

الثلاثاء 09/ديسمبر/2025 - الساعة: 12:27 م

صحيفة بحر العرب - متابعات:

 

صرح الناطق الرسمي باسم تحالف السودان التأسيسي "تأسيس"، الدكتور علاء نقد، إن تحرير منطقة هجليج الاستراتيجية الغنية بالنفط جاء نتيجة خروقات واسعة للهدنة الإنسانية، موضحا أن السيطرة على هجليج تمثل تحولاً اقتصادياً وجغرافياً مهماً يعيد توظيف موارد النفط لصالح السودان بعد أن استُخدمت سابقاً في تمويل الحرب.

 

وأشار أن اليوم شهد تحرير منطقة هجليج الاستراتيجية الغنية بالنفط، لافتاً إلى أن الفترة الماضية سجلت خروقات كبيرة للهدنة الإنسانية المعلنة، تمثلت بالاعتداء على المواطنين، واستهداف قوافل المساعدات الإنسانية، إلى جانب قصف معبر أدري الحدودي غرب دارفور، وقصف قافلة برنامج الغذاء العالمي التابعة للأمم المتحدة في جبرة الشيخ بكردفان.

 

وأكد أن هذه التطورات فرضت ضرورة الرد من جانب قوات الدعم السريع وتأسيس قوات بورتسودان والميليشيات المتحالفة معها، ما أفضى إلى السيطرة على منطقة هجليج الاستراتيجية جغرافياً واقتصادياً.

 

وذكر أن الأهمية الجغرافية لهجليج تنبع من موقعها الجغرافي في جنوب كردفان وغرب منطقة أبيي الحدودية ذات الرمزية العالية بين السودان وجنوب السودان، مشيراً إلى أنه في شمالها الشرقي تقع منطقة كاودا الخاضعة لسيطرة قوات تحالف تأسيس وقوات الحركة الشعبية – شمال، بينما تقع مدينة بابنوسة والمجلد إلى شمالها الغربي، وفي الشمال تمتد تخوم كادقلي وتلودي، ما يجعل المنطقة ذات بُعد استراتيجي كبير.

 

ونوّه إلى أن هجليج تعد من المناطق الغنية بالنفط، حيث تضم عشرات الآبار النفطية، والتي يزيد عددها على 57 بئراً نفطياً، بطاقة إنتاجية تقارب 50 ألف برميل يومياً، مؤكداً أن هذه الموارد أصبحت ضمن إيرادات حكومة السلام والوحدة.

 

وبين نقد أن المرحلة المقبلة ستشهد مراجعة العديد من الاتفاقيات النفطية التي لم تكن تخدم السودان، موضحاً أن العوائد الإنتاجية الكبيرة ستوجه لمصلحة المنطقة والسودان بعد أن كانت تذهب سابقاً إلى جيوب الإخوان المسلمين وميليشياتهم.

 

وفي المقابل، ذكرت قوات الدعم السريع في بيان أن تحرير منطقة هجليج النفطية يشكل نقطة محورية في مسار تحرير كامل تراب الوطن بما تمثله المنطقة من أهمية اقتصادية ظلت تشكل مورداً مهماً لعصابة بورتسودان في تمويل الحرب وتوسيع نطاقها وإطالة أمدها.

 

وأوضح البيان أن قوات الدعم تؤكد التزامها بتأمين وحماية المنشآت النفطية الحيوية بالمنطقة لضمان مصالح شعب جمهورية جنوب السودان الشقيق الذي يعتمد بشكل كبير على موارد النفط الذي يتدفق عبر الأراضي السودانية للأسواق العالمية، وتؤكد أيضاً توفير الحماية اللازمة لجميع الفرق الهندسية والفنية والعاملين في المنشآت النفطية بما يوفر البيئة الملائمة لهم لأداء أعمالهم.

 

من جانبه، اعتبر مستشار قائد قوات الدعم السريع، يعقوب عبد الكريم نورين أن الأهمية الاستراتيجية لمنطقة هجليج في ولاية غرب كردفان، تكمن في وجود نحو 90% من حقول النفط في السودان داخل هذه المنطقة، مشيراً إلى أن هذه السيطرة تعني بسط الدعم السريع نفوذها على أكبر مورد نفطي في البلاد بالإضافة إلى الموارد الأخرى. 

 

وأضاف نورين أن خسارة بورتسودان لهذه المنطقة، تعد خسارة كبيرة، كونها أدت إلى تجفيف أكبر مورد مالي كانت تعتمد عليه في شراء الأسلحة والطائرات المسيّرة، لافتاً إلى أن الأمر لا يقتصر على ذلك، بل أدى أيضاً إلى عزل القوات المتبقية في مناطق مثل كادقلي وكوستي وتحويلها إلى جزر معزولة عن بعضها بعضا.

 

واختتم نورين حديثه بالتأكيد على أن السيطرة على منطقة هجليج وولاية غرب كردفان تمثل خطوة استراتيجية مهمة ستترتب عليها تطورات إيجابية في المرحلة المقبلة.

 

في السياق، رأى المحلل السياسي، عمار سعيد أن حقل هجليج ليس مجرد حقل بترول محلي فقط بل يمثل محطة معالجة محورية لعبور خام جنوب السودان إلى ميناء بورتسودان عبر خط أنابيب إقليمي.

 

وقال سعيد لموقع ( بحر العرب) أن أي توقف أو تعطل في عمليات هجليج ينعكس مباشرة على إيرادات جنوب السودان "التي تعتمد بدرجة كبيرة على صادرات النفط" وكذلك على إيرادات حكومة بورتسودان من حيث رسوم العبور والمعالجة، مشدداً على أن الحفاظ على تشغيل هذه المنشآت يمثل الاختبار الحقيقي لتحالف تأسيس.

 

وأكد أن لجنة البترول ظلت تعمل منذ فترة دون التعرض لها على أرض الواقع، محذراً في الوقت نفسه من احتمال استهداف المنشآت النفطية كما حدث في مصفاة الجيلي، بذريعة دخول الدعم السريع واستخدام حقل هجليج كورقة ضغط سياسية واقتصادية، ما قد يفتح الباب أمام توترات مع جوبا والدول المستفيدة من نفطها، ما قد يقود إلى ضغوط إقليمية أو تدخلات دبلوماسية لتأمين خطوط النفط.

 

وأشار سعيد أن قوات بورتسودان ستسعى للإيقاع بين قوات الدعم السريع ودولة جنوب السودان، باعتبار أن هجليج يمثل المنفذ الوحيد لبترول الجنوب، فضلاً عن كونه محطة معالجة لعبت دور القناة الرئيسة لصادرات جنوب السودان، مشيراً إلى أن تعطيل الحقل ستكون له تداعيات اقتصادية على الخرطوم وجوبا.

 

وقدم في ختام حديثه أقتراح أن تتولى فرق فنية من جنوب السودان إدارة الحقل، بدلاً من الشركة الصينية التي كانت تديره وتعود عائداته إلى بورتسودان. 

متعلقات:

آخر الأخبار