بحث

انطلاق القمة النسوية الثامنة في عدن لتعزيز حضور المرأة في صنع القرار وبناء السلام

الأحد 07/ديسمبر/2025 - الساعة: 6:15 م

صحيفة بحر العرب - متابعات:

افتتحت اليوم الأحد في العاصمة المؤقتة عدن أعمال القمة النسوية الثامنة، بمشاركة أكثر من 240 امرأة من مختلف المحافظات اليمنية، في إطار جهود متجددة لتعزيز مشاركة النساء في مراكز صنع القرار ودفع عملية السلام المتعثرة منذ أكثر من أحد عشر عامًا.
واختارت القائمات على القمة قاعة منتجع "كراون" المطلة على ساحل البحر العربي، بالقرب من قصر معاشيق الرئاسي، في إشارة رمزية إلى القرب من مركز القرار، بهدف إيصال صوت النساء إلى الحكومة اليمنية.
وحضر افتتاح القمة المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في اليمن، وممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة، والسكرتيرة الأولى في سفارة هولندا، وسط أربع جلسات حوارية تناولت جهود الأمم المتحدة في بناء عملية سلام شاملة، اقتصاد السلام، الحراك النسوي، وقضايا التغير المناخي.
في كلمتها الافتتاحية، أكدت رئيسة مؤسسة "وجود" للأمن الإنساني، مها عوض، أن القمة تمثل مساحة تأسيسية للحوار وتبادل الخبرات، وبناء ملكية شاملة لعملية السلام، رغم التحديات التي تواجه حقوق النساء في بلد يشهد تصاعد العسكرة وتغير هياكل الدولة.
وشددت على أن إشراك النساء في صنع القرار ليس مسألة عدالة فقط، بل شرط أساسي لبناء سلام عادل ودائم، داعية الحكومة والقادة السياسيين إلى اتخاذ خطوات جريئة تشمل التعيينات التنفيذية والحصص المرحلية وحماية فعلية من العنف، كما دعت المانحين لدعم استقلال منظمات النساء.
من جهتها، أكدت السكرتيرة الأولى في سفارة هولندا، ينتا فليدمان، استمرار دعم بلادها لأجندة المرأة والسلام والأمن، مشددة على أهمية توفير مساحات نسوية آمنة لبناء شراكات بين النساء والرجال لمناقشة القضايا الملحة.
وقال المنسق المقيم للأمم المتحدة، جوليان هارنس، إن الأمم المتحدة ملتزمة بدعم تعزيز دور النساء وزيادة حضورهن في المبادرات والمشاورات، فيما شددت ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة، دينا زوربا، على ضرورة إشراك النساء في مواقع صنع القرار وحمايتهن من العنف، باعتبار ذلك أساسًا لإعادة بناء المؤسسات وتعزيز التعافي الوطني.
ألقت رئيسة تحرير منصة "يمن فيوتشر"، ثريا دماج، كلمة سلطت فيها الضوء على نموذج الشهيدة افتهان المشهري، مديرة صندوق النظافة في تعز، التي اغتيلت في سبتمبر 2025، مؤكدة أن المرأة اليمنية كانت ولا تزال محورًا أساسيًا للتغيير والإصلاح، وصانعة للحداثة والمساواة في المجتمع.
ناقش المشاركون، بمن فيهم سياسيون ومحللون، ضرورة توسيع مشاركة النساء في عملية السلام، مع تقديم ضمانات عملية لإشراك الشباب والنساء في إنهاء الحرب، إلى جانب تطوير سياسات فعالة ودعم المجتمع المدني.
وأكد رؤساء منظمات وجامعات، من بينهم سامي محمد قاسم من جامعة عدن، وجعفر منيعم من المجلس الانتقالي الجنوبي، الدور المحوري للقطاع الخاص في دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مع دعوات لإصدار قوانين المسؤولية الاجتماعية وتعزيز الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص والمجتمع المدني لتحقيق مشاريع تنموية مستدامة.
تختتم القمة أعمالها بتوصيات واضحة لتعزيز حضور المرأة في مفاوضات السلام المقبلة، وتعيينها في المواقع القيادية بالمحافظات والوزارات والمجالس المحلية، إضافة إلى إصدار تشريعات تحمي حقوق النساء وتضمن وصولهن إلى العدالة، بما يعكس التزام المجتمع الدولي والمحلي بتحويل الأجندة النسوية من شعار إلى واقع ملموس.

متعلقات:

آخر الأخبار