بحث

تأثير العائلات السياسية العريقة يهيمن على انتخابات ساحل العاج المقبلة

السبت 13/ديسمبر/2025 - الساعة: 10:48 ص

صحيفة بحر العرب - متابعات:

 

مع اقتراب الانتخابات التشريعية المقررة في 27 ديسمبر2025، يبدو أن إرث العائلات السياسية العريقة في ساحل العاج سيواصل تأثيره القوي على التوجهات الانتخابية.

 

وفقًا لتقرير مجلة "جون أفريك"، من بين 2740 مرشحًا للانتخابات التشريعية في ساحل العاج، تبرز عدد محدود من الأسماء التي تعكس التاريخ السياسي الطويل للبلاد، مما يشير إلى أن المنافسة القادمة ليست فقط بين الأحزاب، بل بين أجيال سياسية متعاقبة تحمل إرثًا سياسيًا ممتدًا.

 

عُقد حفل رسمي في 10 ديسمبر 2025 بمقر الحزب الديمقراطي لكوت ديفوار (PDCI) في منطقة كوكودي، حيث تم الإعلان عن أسماء 163 مرشحًا تم اختيارهم لخوض انتخابات 27 ديسمبر.

 

برز من بين المرشحين هيرفي آليالي، النائب الحالي عن منطقة تومودي، الذي ينتمي إلى عائلة ذات إرث سياسي طويل؛ فوالده كاميل آليالي كان وزيرًا بارزًا في حكومة الرئيس الأسبق فيليكس هوفويت-بوانيي، وزوجته ابنة أحد كبار المسؤولين في الحزب، جان-ماري كاكو غارفيس.

 

ويُعد حزب PDCI مؤسسة تاريخية ومدرسة سياسية في كوت ديفوار، حيث لا يزال متمسكًا بترشيح أفراد يحملون إرثًا سياسيًا عريقًا. وفي كوكودي، يخوض جان-مارك ياسي، عمدة المنطقة، أولى تجربته في الانتخابات التشريعية لخلافة ابنة شقيقته ياسمينا أوينيغن.

 

 وتلعب العائلات في صفوف الحزب الحاكم، "التجمع الجمهوري من أجل الديمقراطية والسلام" (RHDP)، دورًا بارزًا أيضًا في تحديد ملامح المنافسة السياسية.

 

وتبرز في هذا السياق العائلة الرئاسية، حيث يترشح تيني بيراهيم أواتارا، شقيق الرئيس الحالى ألفا واتارا، عن منطقة أبوبو في أبيدجان، بعدما كان قد مثل دائرة كونغ في البرلمان لعدة سنوات. 

 

وتبرز أسماء مرشحين آخرين، في منطقتي كوتو وأودييني، حيث يرتبطون بصلة قربى من الرئيس، مثل برونو ناباجني كوني، وزير الإسكان، وزوجته ماسيري توري، ابنة شقيق الرئيس.

 

من جهة أخرى، فإن ميشيل غاي، ابنة الجنرال روبرت غي، قائد الانقلاب العسكري في 1999، تخوض معركة انتخابية أخرى، هذه المرة تحت لواء الحزب الحاكم (RHDP)، حيث أكدت في تصريحاتها  ضرورة أن تثبت نفسها ليس فقط كابنة، بل كنائبة ذات كفاءة في حد ذاتها.

 

تشهد هذة الدورة بعض الغيابات المهمة التي لها دلالات سياسية كبيرة، على الرغم من أن العديد من العائلات السياسية تواصل مسيرتها في الانتخابات،  في منطقة بونديالي، انسحب ديفيد فوفانا، نجل الوزير زيموجو فوفانا، من الترشح دعمًا للوزيرة مارياتو كوني.

 

وفي منطقة ياموسوكرو، لم تُحسم المنافسة المتوقعة بين أخوي عائلة تيام، حيث لم تثمر محاولات الحزب الديمقراطي في تقديم مرشح جديد، مما يبعد أي احتمال لصراع داخلي.

 

وفي السياق نفسه،  أعلنت ياسمينا أوينيغن، النائبة السابقة عن كوكودي، عن قرارها بعدم الترشح، ما يفتح المجال أمام عائلتها للمنافسة في دائرة غران باسام.

 

ومع اقتراب الانتخابات التشريعية في 2025، تتضح الصورة التي تشير إلى أن العائلات السياسية في كوت ديفوار ستظل القوة المحركة في تحديد نتائج هذه الانتخابات. 

 

وأكد تقرير المجلة الفرنسية أنه رغم المنافسة الحزبية، فإن تأثير هذه العائلات، التي تمتد جذورها في تاريخ البلاد السياسي، يبقى ملموسًا. 

 

وستظل أسماء مثل آليالي، ياسي، أوينيغن، وآواتارا وغيرها، أحد أهم العوامل التي تشكل مشهد الانتخابات المقبلة، حيث يسعى الأفراد في هذه العائلات إلى الحفاظ على إرثهم السياسي وضمان استمراريته للأجيال القادمة.

متعلقات:

آخر الأخبار